ما يقرب من 800000 جرعة إضافية من لقاح جدري القردة يمكن أن تكون جاهزة للتوزيع في الولايات المتحدة بحلول نهاية يوليو بعد أن قامت إدارة الغذاء والدواء بزيارة تفقدية لمصنع لقاح دنماركي، حيث من المتوقع أن تمنح التفويض للمنشأة، كجزء من الجهود المبذولة للسيطرة على تفشي المرض بشكل قياسي في الولايات المتحدة، وفقاً للحكومة الفيدرالية.

يوجد حوالي 780.000 جرعة لدى المورد في الدنمارك، وفقاً لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، التي تشرف على المخزون الوطني حيث يتم الاحتفاظ باللقاحات. وقد تم تخزين الجرعات في الدنمارك في انتظار الانتهاء من التفتيش والتفويض على أرض الواقع من قبل إدارة الغذاء والدواء.

وقال بيتر ماركس، الذي يشرف على اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء، في مقابلة يوم الأربعاء: «نحن نعمل بجد وبأسرع ما يمكن، ونتطلع إلى استكمال هذه العملية بحلول نهاية يوليو».

وأضاف أن المعاينة قد انتهت، ولكن حتى مع انتظار التفويض، تسمح إدارة الغذاء والدواء بنقل لقاح جينوس Jynneos، وهو اللقاح الوحيد المعتمد تحديداً من قبل الوكالة للوقاية من جدري القرود، إلى الولايات المتحدة على متن طائرات خاصة من شركة بافاريا نورديك، الشركة المصنعة للقاح في الدنمارك.

وقال: «علينا نقل هذه الجرعات من أوروبا، على متن طائرات خاصة (للحفاظ على درجات الحرارة الباردة المطلوبة)، حيث يمكن تحميل 150.000 إلى 160.000 جرعة فقط في المرة الواحدة». تأتي المستجدات بشأن إمدادات اللقاح وسط انتقادات حادة موجهة إلى إدارة الغذاء والدواء والوكالات الصحية الفيدرالية الأخرى بشأن الاستجابة لتفشي مرض جدري القرود. وفي مدينة نيويورك، حيث يفوق الطلب على اللقاحات العرض بكثير، تعطل الموقع الإلكتروني الخاص بتحديد مواعيد تلقي لقاح جدري القرود في المدينة يوم الثلاثاء «بسبب التكالب على التسجيل في الموقع»، وفقاً لما ذكرته المدينة.

ولعدة أيام، كان مسؤولو المدينة والولاية في نيويورك يقدمون شكاوى إلى البيت الأبيض من أنهم لم يتلقوا الجرعات الكافية، قائلين إنهم يتعاملون مع أكبر تفشٍ لجدري القرود في البلاد ويجب تخصيص عدد أكبر من الجرعات. حتى يوم الثلاثاء، سجلت نيويورك 158 حالة، وفقاً لبيانات الصحة الفيدرالية. وأجرى عمدة نيويورك، إريك آدامز، «ديمقراطي»، مكالمة مع مسؤولي إدارة بايدن يوم الثلاثاء الماضي أعرب فيها مرة أخرى عن مخاوفه من أن الإدارة بحاجة إلى إرسال المزيد من الجرعات إلى المدينة.

ارتفعت حالات الإصابة بجدري القرود بشكل مطرد منذ أن تم الإبلاغ عنها لأول مرة في مايو الماضي، مع ظهور 929 حالة في 41 ولاية، ومنطقة إضافة إلى بورتوريكو، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. بسبب صعوبات إجراء الاختبار، يقول الخبراء إن عدد الحالات الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

حاول المنسق الخاص بفيروس كورونا في البيت الأبيض، «آشيش جها»، تهدئة المخاوف في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) يوم الأربعاء، حيث قال إنه من المتوقع وصول شحنة لقاحات من الدنمارك هذا الأسبوع، وإنه سيكون هناك المزيد من الجرعات «في الأيام والأسابيع المقبلة». ونصح «جها» أن أي شخص يصاب بالحمى والطفح الجلدي يتعين عليه إجراء الفحص والعلاج. وقال: «هذا ليس فيروساً جديداً. لدينا اختبارات وعلاجات ولدينا لقاحات... وسنعمل على علاج هذا الأمر».

تحتفظ الولايات المتحدة بجرعات من لقاحين فعالين ضد جدري القرود، لكن هناك طلب عالمي كبير على لقاح «جينوس»، الذي يتعين تلقي جرعتين منه. أما الآخر، ACAM2000، فهو أقدم وتمت الموافقة عليه للوقاية من الجدري.

في حين أن هذا اللقاح فعال ضد جدري القرود، إلا أنه يمكن أن يسبب آثاراً جانبية خطيرة ولا يمكن استخدامه للأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة أو الأكزيما، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض. تم الإبلاغ عن أكثر من 10000 حالة إصابة بجدري القرود في أكثر من 60 دولة.

ومن المتوقع أن تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً - هو الثاني - الأسبوع المقبل لتقرير ما إذا كان جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية.

بسبب العرض المحدود للقاح «جينوس»، تخصص الحكومة الأميركية الجرعات بناءً على عدد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بجدري القرود والذين يعانون أيضاً من أمراض موجودة مسبقاً، مثل فيروس نقص المناعة البشرية. مع انتشار مرض جدري القرود، ضغط المدافعون عن الصحة، على الحكومة الفيدرالية لتكثيف استجابتها بشكل حاد.

في رسالة الشهر الماضي إلى كبار المسؤولين الصحيين، اشتكت منظمتان غير ربحتين – بريب فور آول Trep 4 All وشركاء في الصحة Partners in Health من أن «أعضاء المجتمعات المعرضة للخطر يتم إبعادهم عن التطعيم ضد جدري القردة لأن هذه اللقاحات غير متوفرة بكميات كافية في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها متوفرة في الثلاجات في الدنمارك».

وقالوا إن أحد المعوقات كان التأخير في المعاينة التي ينبغي أن تقوم بها إدارة الغذاء والدواء للمنشأة. لكن ماركس دافع عن الوكالة، قائلاً إنه عندما تفشى مرض جدري القرود، تحركت إدارة الغذاء والدواء لتسريع عملية معاينة المصنع، التي كان سيتم إجراؤها في هذا الخريف. وقال إن سياسة إدارة الغذاء والدواء هي فحص عمليات التصنيع الجديدة للتأكد من أن اللقاحات يتم تصنيعها «بطريقة تتماشى مع الجودة المطلوبة والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالسلامة والفعالية».

لينا صن *

صحفية متخصصة في شؤون الصحة العامة والأمراض المعدية.

لوري ماكجينلي**

صحفية تغطي شؤون الصحة والطب لصحيفة «واشنطن بوست»

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»